كاسادو و بيدري ضد ريال سوسيداد

سر هانسي فليك المدفون

أفضل سر مخفي لدى هانسي فليك … فرقُه هجوميون شرسون، لكن المدرب يصر داخليًا على أن النجاح غير ممكن بدون التزام دفاعي كامل. وقد استجابت تشكيلة برشلونة لهذه الدعوة.

بـ146 هدفًا لصالحه في 49 مباراة يصعب تفسير مدى أهمية الجانب الدفاعي بالنسبة لهانسي فليك , برشلونة هذا يُحقق انتصارات ساحقة في مرمى الخصوم، ولكن المدرب أصر منذ اليوم الأول على ضرورة الدفاع بكفاءة وبتفانٍ كامل إذا كان الفريق يريد أن يطمح في الألقاب.

في بداية عام 2025 ضاعف الفريق أداؤه في هذا الجانب، وقد علق هانسي علنًا عدة مرات على فخره بتطور فريقه في العمل بدون الكرة. في ليغانيس حيث حقق الفريق فوزًا بلا بريق ولكن بعزيمة قوية فعل المدرب من هيدلبرغ ذلك مرة أخرى.

على الرغم من بداية الموسم الرائعة لبرشلونة إلا أن الواقع كان أن فليك كان قلقًا بعض الشيء لأنه كان يرى أن فريقه لا يزال غير منسجم تمامًا عند تطبيق بعض الأسس الدفاعية , كان التنسيق في رفع خط التسلل، فهم كيفية الضغط في بعض المواقف، وأيضًا الحاجة إلى المزيد من الخبرة في الدقائق الأخيرة من المباريات هي الجوانب التي كان الجهاز الفني يعتبرها بحاجة إلى تحسين كبير.

أشهر نوفمبر وديسمبر الكارثية – أساسًا في الدوري – أكدت ما كان يلمح له هانسي , و من أجل رفع الألقاب كان يتعين تحسين الفريق بشكل أكبر.

شدد المدرب على جميع هذه النقاط في بداية عام 2025، حيث استثمر ساعات وأجرى محادثات فردية مع بعض اللاعبين لتصحيح الأخطاء , ومع مرور الوقت بدأ العمل يثمر.



لقد حافظ برشلونة على نظافة شباكه في 10 من آخر 16 مباراة له، وهو دليل قاطع على التقدم في مستوى الآليات الدفاعية , وأيضًا على الالتزام. بعد التعادل 4-4 ضد أتلتيكو في مباراة كأس في مونتجويك كان فليك ناقدًا للاعبيه وذكرهم بأنه بدون الضغط على حامل الكرة يصبح الفريق ضعيفًا جدًا , لم يكن من قبيل الصدفة أن الفريق قدّم عرضًا رائعًا بعد أسبوع فقط في دا لوز حيث فاز رغم اللعب بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 22.

مجموعة تحب أكثر من أي وقت مضى أن ترفع الأكمام
هذه المباراة أثارت بطريقة ما حماسة غرفة الملابس عندما يتعلق الأمر بالفوز أيضًا بقوة دفاعية , و في ملعب “ميتروبوليتانو” عرف الفريق كيف يخرج من المأزق ليتأهل إلى نهائي الكأس , و مؤخرًا، دخل أراوخو وفيران من على مقاعد البدلاء ليقدما تضحيات دفاعية ثمينة ضد بوروسيا دورتموند , وفي يوم السبت في ليغانيس سجل رافينيا أولًا وإينيغو بعده الفارق من خلال تدخلين دفاعيين حاسمين.



برشلونة هذا لا يساوم على الالتزام، وشخصية بيدري تجسد تمامًا ما يطلبه فليك: الجودة ضرورية، ولكن يجب أن يكون الجهد بأقصى درجاته لتحقيق الأهداف.




المبدأ الذي يتبعه الجهاز الفني واضح: إذا لم يتردد أحد في تقديم المساعدة الدفاعية فإن المواهب الهجومية ستكسر التعادل لصالح الفريق في 90% من المباريات.

مع بقاء 12 مباراة فقط كحد أقصى لإنهاء الموسم يبدو أن الفريق الكتالوني يمتلك جميع المكونات اللازمة لتحقيق المجد , الأمور المتعلقة بالهجوم موجودة منذ بداية الموسم أما ما يتعلق بالمنافسة بشكل أفضل فقد تم إضافته مع مرور الشهور.




برشلونة هذا أصبح يعتمد على الخبرة والصلابة الدفاعية عندما لا يستطيع التهديف , لا يجب نسيان أن فليك يحظى بسمعة مدرب هجومي لكن في العام الذي فاز فيه بدوري الأبطال مع بايرن استقبل فقط أربعة أهداف في ثمانية مباريات في البطولة القارية، محققًا حتى خمس شباك نظيفة.

(المصدر / صحيفة سبورت)