— فليك يخفف من نشوة الفرح … المدرب الألماني لا يريد حتى سماع كلمة الثلاثية داخل غرفة الملابس ويرفض إجراء أي مقارنات مع فريقه السابق بايرن ميونيخ، الذي حقق معه السداسية.
هانزي فليك يثبت أنه مدير استثنائي، ليس فقط من الناحية التكتيكية والاستراتيجية، ولكن أيضًا في كيفية ضبط المشاعر والانفعالات.
المدرب الألماني كان أول من احتوى موجة النشوة التي اجتاحت غرفة ملابس برشلونة مؤخرًا، خاصة بعد بداية نارية لعام 2025 حيث تمكن الفريق من خوض 18 مباراة متتالية دون هزيمة، والفوز بكأس السوبر الإسباني في نهائي مذهل أمام ريال مدريد (2-5)، وتصدر الدوري الإسباني، والتأهل إلى ربع نهائي دوري الأبطال بعد إقصاء بنفيكا، والاقتراب من نهائي كأس الملك.
هذا الكم من المشاعر الإيجابية قد يكون سلاحًا ذو حدين لفريق شاب وقليل الخبرة، حيث يمكن أن يتحول إلى غطرسة أو غرور , لهذا السبب أوقف فليك هذه الموجة على الفور، موضحًا أن الفريق لم يفز بشيء بعد، وأن الطريق لا يزال طويلًا، وأن الألقاب لا تُحقق إلا بالعمل الجاد والتواضع.
في الواقع، يحاول المدرب الألماني دائمًا تفادي الأسئلة في المؤتمرات الصحفية التي تذكّره بالسداسية التي فاز بها مع بايرن ميونيخ، مشددًا على أنه لا يمكن مقارنة ذلك ببرشلونة الحالي، لأنهما ناديان مختلفان، في سياقات بعيدة تمامًا، وبهوية متباينة.
وبالمثل لا يحبذ سماع الحديث المتكرر عن الثلاثية، رغم أنها كلمة شائعة في برشلونة بمجرد أن تسير الأمور على ما يرام , فليك طلب من لاعبيه ضبط النفس في تصريحاتهم لأنه يدرك أن الإفراط في الثقة قد يكون ضارًا , فهو يقدّر طموح لاعبيه بشدة، لكنه لا يريد أن يعبروا عنه بطريقة مبالغ فيها قد تُفسر بشكل سلبي أو تؤدي إلى سوء فهم.
تجاوز المراحل خطوة بخطوة
فليك أول من يعترف بأن الفريق في وضع مثالي لتحقيق جميع أهدافه، وأنه حتى الآن اجتاز المراحل بشكل رائع , لكن المرحلة الأخيرة من الموسم تقترب وأي خطأ بسيط قد يكلف الفريق فرصته في المنافسة على الألقاب , ولهذا السبب، يصر المدرب الألماني على إبقاء اللاعبين على أرض الواقع وتوضيح أن النجاح لا يأتي إلا بالعمل الجاد والتضحية.
بعد الفوز في متروبوليتانو، والذي جاء بريمونتادا رائعة، أطلق فليك العنان لمشاعره حيث هنّأ وعانق جميع لاعبيه واحدًا تلو الآخر، سواء على أرض الملعب أو داخل غرفة الملابس، وحتى خلال رحلة العودة , ولكن في اليوم التالي، عادت الأمور إلى طبيعتها تمامًا في المدينة الرياضية، بمشهد هادئ بعيد عن أي احتفالات مبالغ فيها، ليؤكد للعدد القليل من اللاعبين الذين بقوا في برشلونة أنهم يملكون كل شيء لصنع التاريخ، ولكن دائمًا مع وضع التواضع والتفاني في المقام الأول…
(المصدر : صحيفة الاس)