فيغو

20 عاماً على الخيانة: لويس فيغو من برشلونة لـ لريال مدريد.

  • كان الوضع فريداً ويصعب فهمه، جاء ريال مدريد من الفوز مرتين بدوري الأبطال، بحجةٍ أكثر من كافية لأي شخص آخر، أن يطفئ الشموع ويتخلّى عن معركته الانتخابية ضد الرئيس لورينزو سانز.
  • لكن فلورنتينو بيريز، بعيداً عن تلك الهُدنة استمر في القتال وظهر كمرشح واضعاً توقيع لويس فيغو تحت ذراعه أو على الأقل مع وعدٍ برؤية البرتغالي بالقميص الأبيض. كانت الخطوة بارعة لكنها لم تكن سهلة. بالطبع، بالإضافة إلى فوزه في الانتخابات، أطاح ببرشلونة، ناديهم وغرفة ملابسهم.
  • يوليو 2000 كان ساخناً جداً بطبيعته، فلورنتينو بيريز فاز للتوِّ في الإنتخابات، ولكن كان عليه أن يُنهي ما بدأه قبل أسابيع مع خوسيه فيغا، وكيل لويس فيغو.



  • بعد ساعات قليلة من الفوز، صعد الرئيس بالفعل على متن طائرة وتوجه إلى لشبونة ليكون أول لقاء وجهاً لوجه مع لاعب برشلونة لتوقيع عقده الجديد. اللاعب بدوره قام بنفس الخطوة من سردينيا. ماركا كانت هناك.
  • أول من ظهر في ردهة فندق بورتو سيرفو الفاخر كان باولو فوتري، وسيط العملية. قال لنا ممتعضاً ”أخرجوا من هنا، لويس ليس في مزاج جيد للغاية.“ ولم يكن كذلك.
  • لكن فلورنتينو بيريز كان ينتظره هناك بهدف وحيد وهو إغلاق توقيع لم يحدث على الإطلاق، ولكن لا يوجد شيء واضح على الرغم من أن الرئيس كان نشطاً بالإنتخابات فوعد بالمجهول خلالها أن فيغو سيلعب في ريال مدريد.
  • استمرت المفاوضات حوالي 20 ساعة، والتي احتاجها رئيس ريال مدريد لتغيير الوضع وإقناع فيغو المتردّد بشأن مغادرة برشلونة، على الرغم من أنه أعلن بعد أشهر أنه مسرور في البرنابيو: ”عندما تتعاقد مع ريال مدريد تدرك كم هو كبير، لا يُضاهيه أي نادٍ آخر“.
  • لويس خان برشلونة ليتم تقديمه في 24 يوليو مقابل 10,270 مليون بيزيتا (61,9 يورو)، 11,900 مليون شاملةً الضرائب، ما يعني أنه كان الصفقة الأغلى في تاريخ كرة القدم. الرئيس قام بتوفير رسوم الأعضاء لمدة عام واحد والإيفاء بها، حوالي 22 مليون يورو.
  • لأن الرئيس -الذي حصل بالفعل على موافقة الوكيل والذي كان لديه عدة ضمانات- لم يتحدث بعد إلى اللاعب. انتهى به الأمر إلى إقناعه بأنه لا يمكن التراجع وأنه سيكون الرقم واحد في مشروع النادي الساعي للعودة إلى القمة، كما حدث.
  • ملامح فيغو لحظة تقديميه، برفقة ألفريدو دي ستيفانو وفلورنتينو بيريز، تشير إلى أنها لم تكن لحظةً سهلةً بالنسبة للبرتغالي، من قدوةٍ برشلونة إلى خائن. يرتدي فجأةً قميص ريال مدريد ورقم 10 على ظهره.
  • كان من الواضح أن فيغو لم يعتمد على فوز فلورنتينو في انتخابات ريال مدريد، لكن الرئيس الأبيض الحالي تفوّق بمشروعه ووعْده بأن فيغو سيكون المحبوب الأكبر، الذي قدّم نفسه بكأسين أوروبيين تحت ذراعه، السابع والثامن لا أكثر ولا أقل.
  • لذا أصبح فيغو، منذ 24 يوليو 2000، لاعباً في ريال مدريد. والحقيقة هي أن الأمر استغرقه بعض الوقت للتكيّف، لكنه كان يدرك دائماً أنه اتّخذ أفضل القرارات في حياته الرياضية. أصبح محبوب الجماهير ولاعب ريال مدريد إلى الأبد.
  • في غضون ذلك، لم يدرك أحد كيفية التصرف في برشلونة، تجاهلوا فيغو الذي غادر ليحصل على الكرة الذهبية بعد بضعة أشهر، غادرهم دون أموال، لأن ما حصلوا عليه اُستثمر في لاعبين لم يساهموا كثيراً، خاصة بيتيت وأوڤرمارس. أيضاً وصول جيرارد لوبيز وألفونسو بيريز.
  • ريال مدريد من جانبه، لم يكن لديه المال لمواجهة العملية، لكن الرئيس صادق على ممتلكاته، وكانت تلك بداية مدريد الحالي، الذي فاز بخمس ألقاب دوري أبطال،وخمس ألقاب ليغا والكثير من الهيبة والسحر، وكل ذلك بفضل رهان صاحب النظرة، فلورنتينو بيريز، ورهانٌ رياضيٌ طموح مثل لويس فيغو
  • لم يعد السوق كما كان سابقاً، سيصل بعدها زيدان مقابل 72 مليون يورو لترتفع الإنتقالات، لدرجة أنه تم دفع 222 مليون يورو لـ نيمار في 2017. هذا كان الحد الأقصى ومن المحتمل ألا يتم الوصول إلى مبالغ كهذه مرةً أخرى حتى في غضون سنوات القليلة القادمة.

(صحيفة الماركا)